إمكانيات هائلة وتنمية راقدة

لو أردنا التحدث عن قرية تكانت وما وصلت إليه من نمو وتقدم ، يكفينا أن ننظر إلى العمل الجمعوي بها ، فنحن نجد أكثر من اثنا عشر جمعية مختلفة كل واحدة بتخصصها وأنشطتها وأهدافها ومبادئها ،لكن الصدمة تأتي عندما نجد الساحة قاتلة بفراغها وصمتها ، فلا أنشطة جمعوية ، ولا هم يحزنون ، خاصة في العطل و أوقات الفراغ ، لا شيء ولا احد ، وهكذا يسود الصمت ويسيطر الفراغ على حياة الشباب ، يطرد اغلب الشباب من البقاء في قريتهم مع أصدقائهم ، والطامة الكبرى أن لا احد يتحرك أو يتكلم ، لا احد يريد أن يقاوم هذا المستعمر الخيالي ، وبهذا يبقى حلم التقدم بالقرية أمرا بعيد المنال ،

ما أريد قوله هو أن إمكانيات اللحاق بحافلة النمو و التقدم موجودة لكن هذه الإمكانيات لن تتحرك وحدها ، فهذه القرية الأعجوبة يوجد فيها كل شيء لكنه لا شيء بدون أصحابه ، فلدينا أراضي صالحة للزراعة لكنها لا تزرع ، ولدينا ثروات مائية لكنها في طريق الاندثار ولا احد يبالي ، لدينا موارد بشرية مهمة لكن لا فرص للعمل داخل البلد ، لدينا أراضي شاسعة للبناء وجماعة بميزانيتها ومجلسها ولكننا مازلنا محرومين من إعدادية ، لدينا دار الشباب لكن لا احد يعرف أهميته ولا احد يكترث بالمنخرطين فيه وآمالهم منه ، لدينا قيادة لكن لا بدون قائد لها ، لدينا أهم شيء تاريخ مزدهر ولكن لا احد يدونه ويعرف أهميته ،

إن هذا أمر غير معقول ولكنه منطقي بالنسبة لساكنة تكانت فالإمكانيات هائلة والتنمية راقدة